إمراءه من طراز خاص

قصة ومعنى.....16


وسكت أسبوع وماصار شي

ورجع احساسي

بالقلق والألم .. والاحتقار

وصار الموضوع كوابيس

.
.

طبعا عرفوا زملائي بمحاولاتي

وبدأوا يهددوني

ويقولون أنت مجنون

.
.

ولكن الناااااااااااار الحارقة في أعماقي

أكبر من أن أتجاهلها

.
.

بعد أسبوعين ذهبت الى ثلاث مراكز للشرطة

حتى أتأكد اني أقابل ضابط حقاني

وفعلا

آخر واحد أتصل بادارة الجمعية

وتكلم مع المدير

وطلب منه مترجم .. يترجم الاشارة

وبدأ التحقيق معي

وشعرت بالراااااحة .. والله العظيم اني كنت مفتخر بنفسي

وأنا قدام الضابط .. لأني حسيت اني مو ضعيف

واني أقوى من مدير الجمعية والضباط حتى

وكنت أقول أخسر سنين عمري ولا أخسر تقديري واحترامي لنفسي
.
.

استدعوا الشباب ( هذولا .. ويشير الى زملاءه ويضحك )

وانتهت التحقيقات .. وكشفوا على الولد

وأثبت المعمل الجنائي كل شيء

.
.

وجينااااا هنااااا

.
.

انتهت قصتهم

ولكن بدأت أنا في التفكير

في كم واحد منا الأسوياء جسديا

يشعر بأنه ناقص وتافه حين يسكت عن الحق

.
.

كم واحد منا الأسوياء جسديا

معاااااق نفسيا أو فكريا

.,
.

أكمل الشاب حكايته وكان يضحك .. وكأن شيئا لم يكن

أما أنا

فقد تركتهم يشيرون الى بعضهم .. وأنسحبت

أبحث عن مكان .. لأناقش ذاتي

وأسألها

.
.

هل أنتي شجاعة بما يكفي !!

.

.
.

صحوت في أحد الأيام وأنا أتضور شوقا لعائلتي الصغيرة .. حيث زوجتي

وثلاثة أطفال ... والله يرعاهم

كنت أتمنى أن أسمع أصواتهم .. أرى صورتهم

أضمهم ..

.
.

لم يكن لدي سوى أن أجتر الذكريات .. وبقايا من خيالاتهم

وبعض الصدى لكلماتهم

.
.

بقيت ذلك اليوم .. كالصنم في زاوية الممر الطويل

وبجواري مجموعة يتكلمون ويضحكون ولكن لم أكن أسمع شيئا مما يقولون

رغم أني أرى وجوههم أثناء الكلام تجه نحوي .. فأبتسم مجاملة .. ولكن

دون وعي بما يقولون

.
.

تحركت في ملل شديد وكأني قد بلغت المئة من العمر .. وأخذت أسير في الممر

لأبعثر الاحساس بالمرارة ..

كان هناك أشخاص يسيرون ذهابا وايابا .. لا لشيء سوى ليشعرون بأنهم غير مقيدين

وقد فعلت مثلهم .. أخذي أسير حتى نهاية الممر وأرجع .. وهكذا

.
.

لم يكن لدي مزاج لأسأل أحدا أو أستفسر منه عن حكايته .. ولا أريد أن أتحدث مع أحد

فقط .. أحببت أن أتحدث مع ذاتي .. أدندن على ايقاعات قلبي القابع بين ضلوعي

كنت أشعر بمزيج غير متجانس من المشاعر .. وكان لابد من أن أعالج نفسي

فالجميع هنا مشغولين بهمومهم ومشاكلهم .. وكان لابد أن أنشغل أنا بهمومي

ومشاكلي ..

.
.

وفجأة

صحوت من غيبوبة الذات عندما شعرت بيد تضرب على كتفي

لألتفت وأجد العم يوسف يبتسم ويقول وين وصلت .. ابتسمت

ابتسامة باهته .. وقلت مارحت مكان

سار معي حتى آخر الممر ورجع معي مرة أخرى .. ثم قال لي

بعد يومين بطلع .. فتحت فمي ورفعت حواجبي مندهشا

وقلت مبرووووك بتخرج .. ضحك وقال .. لا لا

بس بينقلوني لسجن ثاني ..

قلت : ليش ؟

قال : النظام هنا بعد ما تنهي نصف المدة ينقلونك

لسجن ثاني يسمونه الرويس

وبعدها تخرج

.
.

على قدر فرحتي .. على قدر حزني

نظرت للعم يوسف وحضنته

خنقتني العبرة .. ولم أستطع أن أقول كلمة واحدة

مجرد احساس عميق بالحب والتقدير والامتنان لهذا الانسان

ثم تحركت أنا واياه الى سريره .. لنجلس مع بعضنا

نتكلم عن أي شيء .. لأنه لايوجد جديد نتكلم فيه

فاليوم مثل أمس والأمس مثل اللي قبله

وبكره .. الله أعلم وش فيه

.
.

قال العم يوسف

المهم ياسعيد .. أنا طالع ان شاء الله وراح أعطيك سريري هذا

عشان ترتاح من بهذلة الممر .. والناس تتخطى فوقك رايحين جايين

.
.

يا الله ياكريم .. فرحت بالسرير لأني سأجد سريرا أنام فيه وبطانيه أتغطى بها

يعني راح أنااااام زي العالم .. ياربي لك الحمد

قبلت رأس العم يوسف .. وشكرته بعمق

قال .. أنت مثل ولدي .. ويعلم الله اني حبيتك

لم أرد عليه لأني قد غرقت في الفرحة

وبدأت أنظر في السرير والبطانية والمخدة

.
.

تصدقون في الممر كنا ننام على الأرض .. بدون فراش .. والمخدة كيس

الملابس .. نأخذ منها ملابسنا والباقي ننام عليه

.

صلينا الظهر .. ورجعت للممر لأن العم يوسف ينام بعد الصلاة

ورحت أدور على عبدالباري عشان أبشره أني بيصير عندي سرير

ولما قلت له .. قال : هاااااه بعدين تتكبر علينا
.
.
ضحكنا .. وتغيرت حالتي النفسية 90 درجة

وبدأت أستعيد نشاطي ..

وأستعد للانتقال الى السرير الجديد

وكنت أحلم بالنووووم

يتبع...
شاركها في جوجل+

0 التعليقات:

إرسال تعليق