إمراءه من طراز خاص

بأي القرآن نبدأ؟



  إحدى أهم الأخطاء التي يقع فيها بعض الناس أن يبدأوا حفظهم وتلاوتهم من بداية المصحف من سورة البقرة وسبب هذا عدم التمييز بين أجزاء القرآن ومعرفة المواضيع التي يتناولها كل جزء من أجزاءه وتناول ما يناسب منه .
مثل هذا الخطأ خطر على بال عراقي أتى إلى أم المؤمنين الصديقة عائشة رضي الله عنها ليسألها أن تريه مصحفها ليجمع المصحف على جمعها فأجابته إجابة تصلح أن تكون منهجا للتعامل مع القرآن وبينت له أن أول ما نزل من القرآن سور من المفصل ليس فيها أحكام وإنما هو ذكر الجنة والنار حتى إذا ثبت الإيمان في قلوب الناس نزلت الأحكام وهذا يبين لنا أهمية زراعة اليقين في قلوب الناس ولا يكون هذا إلا بتناول المفصل الذي هو أوائل ما نزل ولا يزرع مثل هذا اليقين إلا القرآن وتدبره والعيش في ظلاله .
وهذا هو المقصود بقولهم تعلمنا الإيمان قبل القرآن أي تعلمنا الآيات التي تزرع الإيمان في قلوبنا قبل أن نتعلم بقية القرآن وهذا من الأهمية بمكان فإن تناول الإنسان القرآن جزافا لم ينتفع به وصار عنده مكيه مثل مدنية وما هذا إلا بسبب الجهل بكلام الله وفساد الأذواق ونتيجة ذلك تخريج نسخ عديدة من المصاحف والأقراص المضغوطة التي تتلو القرآن من أوله إلى أخره لا تخطأ منه حرفا لكن بينها وبين الانتفاع به مفاوز تنقطع دونها أعناق الإبل 
شاركها في جوجل+

0 التعليقات:

إرسال تعليق