إمراءه من طراز خاص

قصة ومعنى......15



كلما سمعت عن تجربة انسانية

وتابعت تفاصيلها من أبطالها

منذ بداية فصول تجرتهم

وحتى وصولهم الى جامعة السجن

أشعر بالرغبة العميقة في الانطواء

والخلوة بذاتي

لأراجع الدروس

وأستخرج الفوائد والحكم

وأقارنها بما قرأته وتعلمته

خارج حدود الزنزانه

حيث سجن الحياة الكبير

.
.

ولو أني تتبعت كل الحكايات لما وصلت

الى نهاية للمعرفة والحكمة

فخلف كل وجه أقابله

حكايات حكايات

بعضها يصدمنا .. يزلزل أعماقنا

يحطم فينا الكثير

من المفاهيم المغلوطه

ويبعدنا عن المثالية لننزل الى الواقعية

حيث الانسان المجرد

من الأقنعة الزائفة

ببساطته .. بأخطائه

.
.

ولا فرق هنا بين شاب متهور

وشيخ كبير في السن

.
.

لافرق بين جنس ولون

الجميع هنا بشر

.
.

.
.

في زاوية من زوايا السجن

كان هناك 3 شباب

( بكم )

لا يتكلمون

ويتحدثون بلغة الاشارة !!

لا أعرف أسماءهم

ولكني أستغربت من وجودهم هنا

وساقني الفضول للبحث عن طريقة لأسمع منهم

ولكن كيف أسمع !!

.
.

لابد أن أتعلم لغة الاشارة

وكنت أراقبهم كثيرا حين يجلسون مع بعضهم

ويتبادلون الاشارات المصحوبة ببعض اصوات

الهمهمة .. والضحكات

.
.

وقد لاحظت أن ناصر

وهو أحد السجناء القدامى

يشير اليهم ببعض الاشارات ويردون عليه

فعرفت أنه يعرف لغة الاشارة

.
.

اقتربت من ناصر

وسألته عنهم

فقال انهم من دار الرعاية الاجتماعية

ومتهمون بجريمة اغتصاب

.
.

دفعني الفضول أكثر

وطلبت من ناصر أن يعلمني

لغة الاشارة

.
.

وافق ناصر بشرط

أن أشحن له الجوال بعشرة ريال يوميا

وطبعا طريقة الشحن أن أتصل بأخي

وأقول له اشتري بطاقة شحن

وأرسل رقمها على هذا الجوال

.
.

وبدأت أتعلم

لمدة أسبوعين

حتى عرفت الكثير من الاشارات

.
.

أحدهم جاء وناصر يعلمني

فضحك .. وأشار بأنه سيعلمني لغة الاشارة

مقابل أن أعلمه كيف يتكلم مثلي

.
.

فرحت أني فهمت ما يقول

وفرح لأنه وجد أحدا مختلفا يفهمه ويدردش معه

بالاشارة

.
.

وبدأ هو يعلمني المزيد من الاشارات

مع متابعه من زميليه

وشوق منهم للدردشة

وصلت الى ثلاثة من البكم

وليست العبرة في حكايتهم بقدر ماهي

في أنفسهم .. في شخصياتهم

حيث عرفت بأن

الانسان هو الانسان

عقل وجسد ومشاعر

بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى

.
.

كانت لغة الاشارة صعبة بالنسبة لي لأنها جديدة علي

وتحتاج الى تناسق في حركة الأصابع والكفين

ودعم بحركة الوجه لاظهار المشاعر

وكنت بطيئا في التحدث معهم بهذه اللغة

ولكني مثلهم متحمس لفتح قناة اتصال

أستطيع من خلالها أن أتعلم .. وأفهم بعدا جديدا ومختلفا للحياة

.
.

ورغم ضعفي في هذه اللغة .. الا أنهم كانوا في قمة الذوق

فلم يضحكون علي .. بل يحاولون تصحيح أخطائي

.
.

كان الثلاثة طلاب في

جمعية خاصة لرعاية الصم والبكم

وكانوا جميعا يسيرون مع بعض

كفريق واحد ..

.
.

وقد تعرفوا على طالب جديد في الجمعية .. كما يقول أحدهم

أصم أبكم

ودخل الشيطان بينهم وقرروا الاقتراب منه

وكان لا يعرف الكثير عن الحياة .. ( به تخلف فكري بسيط )

خططوا على الاعتداء عليه

ونفذوا اعتداءهم

واستمروا في اغتصابه لمدة ثلاثة أشهر

في دورات مياه الجمعية

كلما جاءت الفرصة

.
.

يقول أحدهم .. في يوم من الأيام

شعرت بتأنيب الضمير حين رأيت دموع الولد

وهو يبكي بصمت .. وغير قادر على التعبير

.
.

يقول وقررت أن نتوقف

وقلت للشباب حرام ما ترضونه لأخوانكم

ولكنهم ما سمعوا كلامي

فتركتهم .. واستمر اثنين منهم في اغتصاب الولد

وازداد احساسي بالخوف وتأنيب الضمير والقلق

وهددتهم بأن يتوقفون .. ولكنهم

رفضوا

.
.

وفي ليلة .. شعرت بالحسرة حينما تخيلت أنني مكانه

تخيلت حين تنتهك كرامتي ولا أستطيع أن أدافع عن نفسي

ولا أستطيع التعبير .. وليس هناك من يساعدني

.
.

قررت أن أكون كبيرا في نظر نفسي

حتى وان استصغرني العالم

قررت أن أكون شجاعا

.
.

قلت لزملائي انني سأبلغ ادارة الجمعية

وضحكوا علي لأنهم ما كانوا يتوقعون

اني أبلغ على نفسي

ولكن الألم والضمير والحسرة

أقوى من أن أتغافل عنها

.
.

ذهبت للادارة وأشرت لهم بأن هناك طالب يغتصب في دورات مياه الجمعية

قام المدير من كرسية وقال من الطالب

قلت له الجديد الأصم الأبكم

والمغتصبين

فلان

وفلان

و

أنا

.
.

وشعرت لحظتها بجبل يقع فوق رأسي .. وبحر يبتلعني من تحت قدمي

لأني عرفت النتيجة التي سأصل اليها

وانخرطت في بكاء صامت

.
.

تأكد المدير وحاول التستر على الموقف حتى لا تفتضح الجمعية

وتدخل في تحقيقات بأنها مقصرة

وقال لنا نحن الثلاثة

سأسامحكم بشرط .. أن لا تعودون لمثل هذا الفعل ولا تقولون لأحد

.
.

ووافقنا

ولكن كلما رأيت الولد .. شعرت في عينيه بنظرة غريبة

لا أعلم كيف أصفها ولكني كنت أحتقر نفسي

وأتخيل أن هذا الولد هو أخي الصغير

وأفكر ماذا لوكان فعلا أخي الصغير

.
.

لم أستطيع أن أرتاح .. ولازال في نفسي شيء من الاحتقار لنفسي

والخوف والقلق .. وتأنيب الضمير .. وزاد الأمر

حين تخيلت الولد يوم القيامة يشتكيني

وأنني أغتصبته وسكت على حقه

شعرت بأني حشرة

نذل

حقير

تافه

.
.

كل الكلمات السيئة

كنت أنظر بها الى نفسي

مع أني قبل هذا الموقف كنت أشعر بأني شجاع وواثق من نفسي

وحتى الاعاقة في الكلام لم تكن تشعرني بالنقص

.
.

وقررت شيئا في نفسي

وذهبت بنفسي الى أقرب مركز للشرطة

.
.

دخلت على الضابط لأشرح له ولم يفهمني

فكتبت له

أنا واثنين من زملاي أغتصبنا ولد من طلاب المعهد

.
.

ضحك الضابط

وأخذ الورقة وكتب فيها

أنت مجنون

كتبت

لا

كتب

هل تعرف نتيجة كلامك

كتيبت

السجن

كتب

خلاص .. روح .. الله معك

.
.

رجعت وأنا أشعر بالراحة .. ولكن ردة فعل الضابط ما عجبتني

كأنها ردة فعل مدير الجمعية

يتبع...

.......🌸🌸...🌸🌸.........

مدونة امرأة من طراز خاص

http://semfonias.blogspot.co.uk/?m=1

👸خدمة امرأة من طراز خاص 👸

بقيادة المدربة والاستشارية الأسرية

🎀 أ.أروى حسين

👈حسابنا على تويتر وفيسبوك وانستجرام📲 @semfonias

👈تليجرام 📲

‏@semfonias4

للانضمام لخدمتنا النسائية

💟التواصل مع المشرفة ام باسل

‪+966 53 573 0504
شاركها في جوجل+

0 التعليقات:

إرسال تعليق