إمراءه من طراز خاص

قصة ومعنى......18


صحوت الساعة الثالثة فجرا

كان الجميع يغطون في نوم عميق

تسللت الى دورات المياه .. أستحممت

وتوضأت .. لبست ثوبا شبه نظيف

.
.

استقبلت القبلة .. وأنا أشعر بالرهبة

كبررررت ...
.
وعندما سجدت .. ووصل أنفي وجبيني الى الأرض

انخرطت في بكاء .. بدون صوت

صراخ مخنووووق

// يااارب أعلم أنك أعلم مني //

وأرحم بي من العالم

فارزقني الرضا بما كتبته لي

.
.

انتهيت من صلاتي .. وقد شعرت بالهدوء

يتسلل الى أعماقي

.
.

رجعت الى سريري

وبدأت أجمع ملابسي وأحشوها

في ثوب ربطت يديه .. لأني لا أملك شنطة لملابسي

.
.

وبقيت أنتظر العاشرة صباحا

حيث أن هذا الوقت هو الوقت الذي ينادون فيه

بأسماء المفرج عنهم !!

.
.

هل تصدقون

رغم كل المشاعر السلبية من حولي

رغم كل الكلمات البذيئة .. والمحبطة

رغم الوجوه التي يملأها البؤس والشقاء

سأفتقد المكان .. والناس هنا

.
.

كان الوقت بطيئا بطء السلحفاة

وكانت الساعة .. تحمل السنوات على عقاربها

وأنا باقي في فراشي .. دون حركة

.
.

تخيلت مايمكن أن يحدث بعد العاشرة صباحا

من سيكون في استقبالي في الخارج

من سيكون في انتظاري في البيت

من سيسأل عني من الأصحاب

من سيرسل لي رسالة نصية

يهنئني بالخروج

.
.

وبدأت أضع سيناريوهات لخروجي

من السجن

.
.

كيف سأقابل صغاري الذين يعتقدون بأني مسافر

كيف سأقابل زوجتي التي وهبتني عمرها جسرا

أعبر عليه .. وصولا لأحلامي

.
.
.
.

ومع كثرة الهواجس وتلاطم مشاعر أعماقي

لم أستطيع أن أتواصل مع ذاتي

.
.

اقتربت الساعة من العاشرة صباح يوم

الحادي عشر من شهر شوال لعام 1430 هـ

11 / 10 / 1430 هـ

.
.

وبدأ نداء الأسماء

وسمعت اسمي

سعيد

.
.

كان بعض الزملاء يهنئونني

وأرد عليهم بالشكر

ولساني أخرس

ولا أكاد أسمع

.
.

خرجت من الزنزانة

وسرت في المسارات بين الزنازين

وصلنا الى مبنى الادارة ليتم تسليمنا

بعض الأشياء التي أخذوها منا قبل دخول السجن

جوال / ساعة / كرت الاسم الذي كنت أعلقه على صدري يوم التدريب

وأجنده بقيت خاوية لـ ستة أشهر

.
.

وقعت على الاستلام

وقادني العسكري حتى وصلنا الى البوابة الخارجية

.
.

كانت لحظة مفعمة بالسعادة

مترعة بالأمل .. مغلفة بالخوف

.
.

الساعة 11 صباحا

.
.

حسبت كم بقيت في السجن

180 يوم

x

24 ساعة

+

1 ساعة ( اجراءات )

=

4321 ساعة

أرقام متسلسلة وكأنها رقم مميز

وكأنها تقول لي الآن يبدأ العد التصاعدي

للارتقاء نحو أهدافك وطموحاتك

.
.

الآن أنا خارج الأسوار

.
.

شعرت بالرغبة في الجري

فتحت جوالي .. ولكن البطارية منتهية

.
.

بدأت أخطو خطواتي الأولى خارج السجن

لا أريد أن أذهب الى البيت الآن

.
.

أريد أن أسير في الشوارع والطرقات

لأشعر بالحياة

لأشعر بأني غير مقيد

.
.

أخذت أتلفت يمينا وشمالا متوقعا أن أرى أحدا في استقبالي

كان أخي الأكبر .. وهو في مقام أبي

ولكني لم أنتبه له ولم أعلم أنه في انتظاري الا بعد وصولي الى البيت

.
.

كنت أتمنى أن أذهب الى الحلاق لأرتب رأسي وذقني

وكنت أتمنى أن أذهب الى المغسلة لأغسل ثوبا

وأكويه .. حتى ادخل على أهلي وأولادي بصورة سنة

ولكن لم يكن في جيبي ريالا واحدا

.
.

سرت قليلا في الشارع الموازي للسجن

ثم استوقفت سيارة تاكسي

وذهبت الى منزل أخي الأكبر

.
.

قالوا لي أنه ذهب الى المطار لاستقبالك

ضحكت .. ضحكة الألم

وقلت لهم أني متعب ودخلت المجلس

.

لم يطل بي الانتظار فقد وصل أخي

وانفجرت دموعي فجأة

وشعرت أني طفل صغير

لألقي برأسي على صدره

وأبكي بصوت عالي

.
.

كانت هذه اللحظة أكبر من أن أحتويها أو أتماسك فيها

!
!

.
.

شعرت بأن البركان قد وصل منهاه

وأن أعماقي لم تعد قادرة على أن تحتمل أكثر

لا أعلم كم مضى من الوقت

ولا يهمني كم مضى .. ولا كم بقي

المهم في هذه اللحظة

أني بدأت أشعر بأن هناك الكثير

من الأوهام بدأت تتقشع .. وتنهار

.
.

( اسمحوا لي أن أغلق ملف السجن هنا )

انتهت

قصة واقعية للمدرب سعيد الدوسري

.......🌸🌸...🌸🌸.........

مدونة امرأة من طراز خاص

http://semfonias.blogspot.co.uk/?m=1

👸خدمة امرأة من طراز خاص 👸

بقيادة المدربة والاستشارية الأسرية

🎀 أ.أروى حسين

👈حسابنا على تويتر وفيسبوك وانستجرام📲 @semfonias

👈تليجرام 📲

‏@semfonias4

للانضمام لخدمتنا النسائية

💟التواصل مع المشرفة ام باسل

‪+966 53 573 0504
شاركها في جوجل+

0 التعليقات:

إرسال تعليق