عندما كنت أقف في قاعة التدريب أمام أكثر 60 متدربا من رجال الأمن في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ولعل أكثرهم يعرفونني حتى اليوم .. في ذلك اليوم دخلت الشرطة لتقتادني أمام المتدربين ، وأنا بكامل شخصيتي !!
لن أخوض في أسباب ماحدث .. ولكن سأعترف بأني قد أخطأت بنسبة أو بأخرى ..
كانت لحظات .. تشنج فيها فكري / وشعرت بالأرض تتزلزل تحت قدمي .. حاولت أن أتماسك وأتحدث بثقة وثبات ولكن يبدو أن كل شيء أنهار في ثواني .. كانت العيون تحاصرني والاستفسارات في العيون .. والدهشة تغلف الموقف برمته.
في لحظات رأيت شريط حياتي وكأني سأدخل القبر بعد قليل .. مر الماااااضي سريعا في ذاكرتي وكأنه الشريط في نهايته .. يلف ليعود من بدايته.
تذكرت أهلي .. دراساتي .. أصحابي .. معارفي ..
ركبت جيب الشرطة لأول مرة في حياتي .. ومن خلف الشبك .. كنت أنظر الى الجميع في الخارج يتساءلون .. ماهي جريمته ؟
احساس مؤلم .. أسى .. مرارة .. خوف .. قلق .. رهبه .. كل الأحاسيس بلا استثناء شعرت بها تتزاحم دفعة واحد لتضخ الدم في أوردتي وشراييني بلارحمة .. شعرت بقلبي يرجف بشكل مجنون خلف ضلوعي ..
ومع هذا لم أجد دمعة واحدة !!
وفي مكتب التحقيق ، وجدت نفسي مثل الطالب البليد يوم الامتحان .. أو كطفل خائف لا يعرف كيف يتصرف .. تصدقون حتى اسمي .. والله اني تذكرته بصعوبه !!
ومرت الدقائق ثقيلة .. ولأول مرة أشعر بعضلات في وجهي تتحرك حول الأنف .. وأطراف الذقن من ناحية الشفة السفلى
كنت أجلس أرد على برودة أعصاب المحقق .. وعقلي مشتت بين المااااضي .. والمستقبل .. وأهلي .. و ....
وانتهت التحقيقات ليأتي العسكري ويكبل يدي وقدمي .. ونركب الباص الذي يركب فيه أكثر من 50 متهم .. وجلس بجواري أحدهم وهمس في أذني .. معك جوال ؟ قلت ايه قال افتحه وخذ الشريحه لأنهم بياخذون جوالك منك .
وفلا أخذت الشريحة ووضعتها تحت لساني كما أشار علي .
وفي السجن المؤقت ( التوقيف ) تم تجريدي من الغترة والجزمة ( أعزكم الله ) والساعة والجوال .. قبل أن ندخل السجن.
( طبعا لن أتطرق للدروس التي تعلمتها الآن .. ولكن أحببت أن تعيشون معي الحالة من الأول ، وأعدكم نبدأ الدروس من بداية دخولي الى السجن الكبير .. سأعود )
................
مدونة امرأة من طراز خاص
تويتر وفيسبوك وانستجرام @semfonias
تليجرام 
@semfonias4
للتسجيل في الجروبات
المشرفة ام باسل
+966 53 573 0504


0 التعليقات:
إرسال تعليق