إمراءه من طراز خاص

الهاكم التكاثر


  فإن قال قائل قد تعلمنا مثل ما تعلموا وقرأنا مثل ما قرؤوا لكن لم ننتفع كما انتفعوا هم به ؟ الجواب سهل على من سهله الله عليه وهو إن الصحابة كانوا يأخذون القرآن شيئا فشيئا يعني أنهم كانت تتنزل عليهم الآية أو الآيات أو السورة اليسيرة فيلبثون أياما يفرحون بها ويتناقلونها ويتدبرونها ويتأملونها فهي كلام ربهم ينزل عليهم غضا طريا فيعيشون معها عيشا حقيقيا برهة من الزمن فتخالط دماءهم في عروقهم ثم تنزل عليهم السورة التي بعدها وهكذا تماما كما وصف الله ( على مكث )
وأما المستكثر فلا يكاد يحس بطعم شيء منه بل تجد همه منصب على الزيادة لا على الانتفاع فيثقل عليه الحمل شيئا فشيئا ويتسرب إليه الملل شيئا فشيئا ولو اكتفى باليسير مع الفهم والتدبر والتأمل والانتفاع لتحول الحمل الثقيل إلى سعادة ورغبة وهناء ومتعة لا تعدلها متعة في الدنيا وفرحة للروح تتضاءل أمامها كل أفراح الدنيا
شاركها في جوجل+

0 التعليقات:

إرسال تعليق