إمراءه من طراز خاص

من مطيعة إلى سحر هو هو نفس المشهد...

نفس الجمع والصلاة الجامعة والمسجد العامر بالمصلين وبالصالحين وبالمصلحين وحيثما توجه نظرك رأيت إخواناً، عاملين في الدعوة، علماء، أصحاب شهادات، مربين... وغيره من جمع للشباب الغيور الوفي لدينه ولعرض إخوانه ولدعاته ولداعياته من بيروت وطرابلس وصيدا...
وقفات بسيطة من جنازة اليوم...
١- أمة تقدّر داعياتها وتقدر جهدها الدعوي وتوفيها حقها يوم وفاتها هي أمة لا زال فيها الخير، فأبشروا معشر أهل السنة في لبنان فلقد جئتم شفعاء يوم جنازتها، وأنكم مشتاقون لعودة الدين على أيد دعاة مخلصين فبكيتموهم، نسأل الله الملتقى في الجنة في الآخرة يا رب ... والمشهد هو هو يعاد من مطيعة إلى سحر...
٢- الوفاء طبع وثقافة والشيخ الصابر المحتسب الوفي خير من سطّر هذة الثقافة ببحر دموعه، نعم الرجال تبكي!!! وبكاؤها رمز الوفاء والرجولة والتدين الحق، رجل أعاد مشهد شهده منذ سنوات وأخذ قطعة من قلبه سابقاً واليوم أخذ قطعة ثانية من قلبه وغرزها بجانب أختها المطيعة!!! والمشهد هو هو يعاد من مطيعة إلى سحر...
٣- ما أحلها هذة الجنازة، هل من المعقول أن يصف الانسان الموت بالجميل، نعم إذا كان على السنة وعلى هدي الصحابة، جنازة على الأقدام سار خلفها الدعاة لمسافة تحت حر الشمس من دون سخط ولا صوت والكل نظره في الأرض إما يدعو وإما يستغفر وإما يسلي قلب رجل كالحديد لا ينفك أن يستثمر كل لحظة في الدعوة والنصح لإخوانه وتصحيح الهفوات والدفن الصحيح على السنة إكراماً لمن كانت حياتها على السنة فواجب من زوج وفي ان يكون دفنها على السنة...والمشهد هو هو يعاد من مطيعة إلى سحر...
٤- شيخ وزوج مفجوع بفقد حبيبة ينزل بنفسه لمستوى اللحد ويطمئن أنها لن تنكشف على غيره ومحارمها معه يساعدون، لا اهتمام لمناصب فأنا أوفيها حقها وأنا الزوج قبل الشيخ، ولست أنا الوحيد الذي يتكلم فيعطي الدورللمشايخ والعلماء لإعطاء النصائح ويقف على رأسها يؤمن على دعائهم، هذة الدروس والعبر، والمشهد هو هو من مطيعة إلى سحر...
٥- شعار الرضى من الزوجتين هو هو، من قبل صرحت به أمنا أم العلاء حين قالت: ما تعتل همي أنا صابرة بإذن الله، واليوم شعار راضية وأحن هو شعار كل مريض ومريضة رفعه زوجها للناس وفاء حقها ليقول بشكل مبطن في ذهن الشباب ان الكل راحل ولن تبقى إلا الأعمال، المشهد هو هو من مطيعة إلى سحر...
٦- كنت أعتقد أن أنشودة وداعاً أيها البطل هي خاصة بالشهداءالذين خاضوا المعارك على الثغور، ولكنني أنشدتها سابقاً خلف جنازة داعية واليوم أنشدتها في قلبي خلف جنازة داعية، فالفرق بين بطل هناك على ثغر وبطلة مرابطة على ثغور شجرة الاسلام للدفاع عنها، نعم أنشدتها، وداعاً أيها البطل ، لفقدك تدمع المقل، والمشهد هو هو من مطيعة إلى سحر...
تذكرت سابقاً وتذكرت اليوم، اللهم لا تفتنا في ديننا واجعل منيتنا في سبيلك خالصة لوجهك واجعلنا دعاة هادين مهديين صالحين مصلحين وارزقنا الثبات كما رأينه من زوج بطل وارزقنا خاتمة كخاتمة داعيتين أتقنتا مفهوم وثقافة الرضى بقضاء الله، المشهد هو هو من مطيعة إلى سحر...
ولمثل هذا اليوم أعدوا أنفسكم...
أبو عمر الألباني
شاركها في جوجل+

0 التعليقات:

إرسال تعليق