قررت بعد مضي الأسبوع الأول أن
أبحث عن مدرس آخر
كي أتعلم منه شيء جديد
هناك شاب في العشرينات
اسمه جاسر
يتضح من أسلوبه في الحركة والحديث
أنه اجتماعي .. ويحب مساعدة الجميع
ويدعوهم لتنظيم المكان وتنظيفه
ويتحدث مع كل جديد ينظم الى
( شلة الأنس .. ) كما يسمي
السجناء.
قصصت قصتي عليه لاشجعه على الحديث
فقال مسكين " شكل عظمك طري ، ولا بعد تعودت على صدمات الوقت "
قلت "أكيد كل واحد عنده مشاكل وصدمات في حياته"
قال " فيه فرق .. ناس يعتبرون العثرة صدمة .. وفيه ناس يعتبرون الصدمة عثرة "
قلت " طيب ، وش الفرق "
قال " ناس ماتعودوا على العثرات .. ولما يتعثرون ينصدمون بها .. وناس من كثرة الصدمات يقومون منها بسرعة "
بقيت فاتحا فمي .. مستغربا هذه الحكمة منه ..
قلت " وأنت من أي نوع "
قال " أنا من النوعين كلها .. تقدر تقول سوبر مان "
وضحكنا .. وأنا أفكر كيف أحركه للحديث عن تجاربه
كنت أعتقد أن الانسان يتعلم فقط من أشخاص
كبار في العمر .. وفي المستوى العلمي والشهادات
ولكن سرعان ما تزعزعت هذه الثقة .. لأعلم
بأن الانسان يمكنه أن يتعلم من أي شيء حوله
وليس شرطا أن يتقبل قبولا غير مشروطا كل ما يتعلمه
بل عليه أن يعرضه على فكره الواعي .. وعلى معتقداته وقيمه
ويناقش بما وهبه الله من مواهب وقدرات حتى يتبين مجى
ما يمكن أن يستخلصه من هذه الدروس.
ولعل لنا في قصة ابني آدم ( هابيل وقابيل ) حين تقاتلا
فقتل قابيل أخاه هابيل .. وتعلم من الغراب !!
قال جاسر وهو يبتسم كعادته
وبلغته البسيطه .. الخالية من التكلف ..
" أنا - ياطويل العمر ولدت رجل بالغ على طول .. ما عرفت الطفولة ولا المراهقة
تطلقت أمي من أبوي وأنا عمري سبع سنين
لأن أبوي كان مدمن مخدرات
دخلت المدرسة سنة وحده فقط
.
وبعدها جلست في البيت لأن ظروف أمي
صعبه من الناحية الصحية والنفسية والمادية
وكان عندها مكينة خياطه
وتخيط ملابس لجاراتنا
طبعا كان المبلغ اللي نحصل عليه من الخياطه
ما يسوي شي .. بيت ايجار .. وكهرباء وماء
وأكل وشرب .. وكل ما ضاقت الدنيا .. رحت
لأحد خوالي يعطينا شوي فلوس تساعدنا
ولأني أسمع وأرى حالة أمي
وأشوف الألم في وجهها
قلت لها في يوم
" أمي .. ودي أدور لي أي شغل "
قالت " ياولدي أنت بعد صغير "
قلت " لأ .. أنا رجال "
ومع اصراري لأني أشعر بأمي ومدى معاناتها
قالت " طيب وش تبي تشتغل "
قلت " أي شي .. ان شاء الله لو عامل "
ضمتني أمي هذاك اليوم وبكت بصوت عالي
وهي تقول " الله يحفظك يا جاسر .. الله يحفظك ياجاسر .. الله يوفقك وين ما وجهت وجهك "
وفي حضنها حسيت بالدفء .. والحنان .. والأمن
وبقيت فترة .. حتى هدأت من بكاها
ومن يومها قررت أكون رجل
كيف ما أدري .. ولكن كان عندي قناعة
واعتقاد جازم بأن هناك طريقة كي أحقق لنا دخل
يتبع....
....... ... .........
مدونة امرأة من طراز خاص
http://
خدمة امرأة من طراز خاص
بقيادة المدربة والاستشارية الأسرية
أ.أروى حسين
حسابنا على تويتر وفيسبوك وانستجرام @semfonias
تليجرام
@semfonias4
للانضمام لخدمتنا النسائية
التواصل مع المشرفة ام باسل
+966 53 573 0504
0 التعليقات:
إرسال تعليق