إمراءه من طراز خاص

قصة ومعنى......5

صورة ‏الصفحة الرسمية لجروبات امرأه من طراز خاص-Semfonias‏.
















ياترى .. ألم تشفع لهذا الرجل ستين عاما من عمره أن يكون أكثر اتزانا في مواجهة مشكلته .. ألم تمنحه الخبرة والحكمة في التبصر في حلها ، وقبل ذلك ألم يكن لديه من العلم والحنكة ما يكفي ليعرف كيف يربي أبناءه ويتعامل معهم بالعدل والحزم .. أليست ستين عاما كافية لنجني ثمار العلم والعمل.
وفي لحظة .. ألتفت الى عمي أبو ناصر لأجده قد نام .. وبقيت ليلتي تلك أراجع دروسي في حكايته ..
.
.
اسمحوا لي أن نقترب أكثر من ذات الرجل .. من نفسيته، حتى نقرأ الدوافع خلف السلوك !!
أول درس خطر ببالي هو أن العمر ليس مقياسا للخبرة ، والعلم ليس مقياسا للمعرفة
فقد عاش أبو ناصر ستين عاما وهو رجل معلم .. وشيخ وقور له تقدير واحترام كل من يعرفه في الحي ومن الجماعة والدليل أنهم في يوم واحد وثقوا به وأعطوه مالا على سبيل السلف .. وهذا يعني أنه محل ثقة.
ورجل يعمل وله في التجارة ( وان كانت بسيطه ) وله في التعليم ..
ومع هذا رسب مع أول امتحان في مواجهة أزمة تربوية ، مر بها ويمر بها الكثيرون كل يوم ويتعاملون معها بأسلوب أو بآخر دون أن يقعون في أخطاء على المستوى الديني أو الاجتماعي.
ولعل هذا يعود - على حسب تقديري - الى أنه كان ينتظر المديح والثناء ، والدعم الخارجي ليشعر بتقديره لذاته، ولم يكن تقديره لذاته نابعا من قناعة داخلية بأنه شخص محترم مهما كانت الضروف والأحوال .. كان يعتمد على من حوله في تقديره لذاته. وهذا السبب الأول في تزعزع تقديره لذاته ولجوءه الى التدخين لأن تقديره لذاته قد نقص ولم يعد يحترم نفسه .. لأن ابنه ناصر لم يحترمه ولم يقدره ..
أما السبب الثاني فهو أنه يعطي .. وينتظر الشكر أو رد العطاء بالمثل، فقد ضحى من أجل بناته وولده وزوجته وكان ينتظر منهم التقدير أولا وأن يردون اليه - في يوم ما - الجميل الذي أسداه لهم.
وقد أصيب بصدمة حين لم يجد من يرد له الجميل ، ولم يحترمه أحد - حسب مايراه - ..
هذه الهشاشة في النظرة الداخلية للذات، والاعتماديه الخارجية في التقدير للذات جعلت أبو ناصر يتعثر مع أول أزمة حقيقية يمر بها .. ويفقد تقديره لذاته وبالتالي وعندما يفقد الانسان تقديره لذاته فانه يهون عليه فعل أي شيء ..
.
.
نمت تلك الليلة .. وأنا أتأمل وأتدبر أحداث الحكاية
وفي الصباح تفاجأت بأبو ناصر يصحيني لصلاة الفجر !!
صحوت .. فاذا به مبتسم .. والماء يتساقط من شعر لحيته
قمت وتوضأت وصلينا الفجر
ورجعنا الى زاويتنا البعيدة ، وقلت له
ماشاء الله تبارك الله
وجهك اليوم منور يا عمي بوناصر
ابتسم ابتسامة فيها شيء من بقايا الحزن
وهز رأسه وقال
" كنت محتاج أحد يفهمني "
ومضى ذلك اليوم بسرعة وأنا لا أزال أفكر في ماذا يمكن أن أتعلم من أبو ناصر
وبعد صلاة الظهر .. نادى العسكري على أبوناصر
وخرج أبوناصر
ولم يعد
ذلك اليوم
أنتظرته حتى المساء .. وما رجع
.
.
ومرت يومين وأنا أشعر بأني قد أفتقدته مع أني لم أجلس مع أكثر من 24 ساعة شعرت بأنها عشرة عمر، وكنت قد جلست في الزاوية الخاصة به ، وفي اليوم الثالث .. ناداني العسكري .. لأجد أبو ناصر لا بس ثوب وغترة ومبتسم ابتسامة مشرقة تشرح الصدر مثل مايقولون
قلت له " خير ان شاء الله .. وين الناس "
قال " أبدا .. جات بنتي الكبيرة الله يحفظها ودفعت الديون اللي علي .. وخلصت أوراقي من عند الادعاء والتحقيق العام .. وخرجت "
قلت " ماشاء الله "
قال " تصدق رجعت للبيت وفرحوا البنات وأمهم برجعتي .. ونمت ، وصحيت وكأني في حلم .. كنت مبسوط "
قلت " الله يوفقك ياعمي .. بس أهم شي لا تخلينا من زياراتك "
قال " أبشر .. وأنت اذا أحتجت شي الحين ولا بعدين هذا رقمي "
وأعطاني رقم جواله وأخذته رغم اعتراض العسكري على اخذ أو اعطاء أي أوراق ..
كنت لا أزال في الأسبوع الأول من السجن، ولا أزال في
السجن المؤقت ( التوقيف ) الى حين صدور الحكم
وكنت أخاف من تسرب الخبر الى جماعتي ومعارفي
لأن لي اسمي وسمعتي بينهم ..
.
.
وساوس مختلفة تتزاحم .. لتقتحم جمجمتي
وتظل تؤرق منامي .. وأحاول باستمرار أن أشغل عقلي
بالتفكير في الفرصة التي بين يدي لأتعلم منها
واجدها فرصة لتطبيق ماتعلمته من دروس
ودورات .. وكنت أقول في نفسي
( لكل شيء ثمن .. وثمن الخبرة هو خوض غمارها )
كما كنت أجلس بالساعات في زاوية عمي أبو ناصر
أفكر بعمق .. في ذاتي ، في الأنا ، في حقيقتي
هل أنا سعيد .. كما يراني الناس
أن أنني مختلف
.
.
وأحيانا أجد نفسي أتخبط في التفكير
وأقول
( الألم مثل الحرارة للطبخ .. تنضج الأكل، ولعل هذه التجربة والاحساس بالألم .. ينضج ذاتي )
.
.
لا أريد أحدا أن يقطع علي خلوتي، ولا أريد أحد أن يزورني
أعتبرتها أجازة اجباريه .. وتوقف اضطراري
لاصلاح أعطال الذات ، وصيانة الأعماق
يتبع ......
.......🌸🌸...🌸🌸.........
مدونة امرأة من طراز خاص
👸خدمة امرأة من طراز خاص 👸
بقيادة المدربة والاستشارية الأسرية
🎀 أ.أروى حسين
👈حسابنا على تويتر وفيسبوك وانستجرام📲 @semfonias
👈تليجرام 📲
@semfonias4
للانضمام لخدمتنا النسائية
💟التواصل مع المشرفة ام باسل
+966 53 573 0504
شاركها في جوجل+

0 التعليقات:

إرسال تعليق